ولو ألقينا نظرة على التغيرات التي أصابت المجتمع الأوربي إثر عصر النهضة الصناعية لوجدنا أن أثر تلك الثورة الصناعية قد امتد ليشمل النظم السياسية، ومناهج التعليم، والاقتصاد، والأسرة، وأوجد كيانات اجتماعية جديدة لم تكن معروفة من قبل كالنقابات العمالية والمهنية، وأنهى كثيرًا من الصناعات البدوية.
ومع ذلك يمكن أن يخطئ من ينادي بمحاربة كل قديم، والجري وراء كل جديد سواء في عالم المخترعات (المادية) أو في عالم الابتكارات (اللامادية بالذات).
وكل هذا من العوامل المسببة للتغير الاجتماعي. لأن الحياة تنحسر عن تلك البقاع، وقد يهجرها ساكنوها إلى بيئة أخرى، ليواجهوا ظروفًا جديدة تستلزم تغيرًا في نوع أعمالهم، وطرق تفكيرهم.
اشترك الآن في النشرة البريدية ليصلك كل جديد اشترك الآن
ومع هذه المزايا الواضحة للتكنولوجيا الحديثة، لا ينبغي أن نتجاهل بعض التحدّيات والتأثيرات السلبية التي قد تنشأ عن الاستخدام المفرط أو غير المسؤول لهذه التقنيّات. فعلى سبيل المثال، قد يؤدّي الإدمان على الأجهزةِ الإلكترونية والانغماس المفرط في العالمِ الافتراضي إلى الحدّ من التفاعل الاجتماعي المباشر والتأثير سلباً على العلاقات الإنسانية.
تؤثر التكنولوجيا بشكل كبير على الجوانب الاجتماعية في حياتنا. فقد سهلت التكنولوجيا التواصل بين الأفراد وزيادة انتشار المعلومات. كما ساهمت في تحويل العلاقات الاجتماعية وتغيير الطرق التي نتفاعل بها مع بعضنا البعض.
كما تسهل التقنية أيضًا تكوين صداقات جديدة والتواصل مع أشخاص ذوي اهتمامات مشتركة عبر الانترنت. يجب الاهتمام بالتوازن بين التواصل الافتراضي والواقعي للحفاظ على صحة العلاقات الاجتماعية الحقيقية.
ومن الغريب أنّ الطلاب صرّحوا أنّهم شعروا بالتّشتّت عند إجراء مقابلاتٍ اجتماعيّة تالية لأوقات استخدام الهواتف المحمولة، وأظهروا حماسًا منخفضًا تجاه اللقاءات الاجتماعيّة الوديّة.
الخلخلات والاهتزازات الخطيرة التي ربما تحدث نتيجة لبعض الابتكارات.
لذا من المهم التوازن بين استخدام التكنولوجيا واعتماد أسلوب حياة صحي ونشاط بدني منتظم.
لأن في كل مجتمع بعض الفئات التي لا تطمئن إلى التغير، أو لا ترتاح إليه لما في ذلك من إقلاق على مصالحها أو قضاء عليها نهائيًا.
تشتمل التكنولوجيا المتقدمة على العديد من الأدوات الخاصة بعملية الاتصال؛ كرسائل البريد الإلكتروني، والمكالمات الهاتفية، وتطبيقات المراسلات النصية الفورية، وخدمات دردشة الفيديو، وتطبيقات الشبكات الاجتماعية، وغيرها، وقد ساهمت كلّ تلك الوسائل في تسهيل عملية الاتصال بالأقارب والأصدقاء حتّى البعيدين منهم، بالإضافة إلى توفير المال.[٢]
يعتبر تخصص الهندسة الإلكترونية وتكنولوجيا الاتصالات من أهم تخصصات المستقبل. وذلك بسبب أن جميع المنتجات الإلكترونية تقريبًا يتم إنتاجها بكميات ضخمة تتداخل مع حياة كل فرد، بالإضافة إلى ذلك ، أصبحت الأنظمة الفرعية الإلكترونية جزءًا من أي منتج اقرأ المزيد من المعلومات صناعي تقريبًا في الوقت الحاضر.
فالطبيعة لها أثرها الملموس في إحداث التغير. فكل ما تجود به الطبيعة على الإنسان من خيراتها أو قساوتها يدفع بالمجتمع إلى التعديل والتكيف، ويؤثر على كل مجالات العمل والحياة. لقد كان الإنسان قديمًا يقف عاجزًا أمام الطبيعة، ولكن بتقدم العلوم والتكنولوجيا أصبح الآن يتحداها ويسخرها لمعيشته وكل أغراضه.